الأربعاء، 3 أبريل 2013

أهداف النظام الاجتماعي في الإسلام


أهداف النظام الاجتماعي في الإسلام




 الأهداف لها أهمية بالغة في التطبيق ولها أهمية بالغة في الوقاية وفي المبادرة وفي الرعاية لكل المصالح التي تهدف إليها، الوقاية من كل المخاطر التي قد يتعرض لها المجتمع، والمبادرة إلى المقاصد التي عني بها الإسلام والرعاية لكل جزئيات المصالح التي قصدها في تشريعه وقد استقرأتها واستقصيتها وهي كما يلي:

أولاً: تحقيق السكن:
السكن النفسي والحسي والجنسي والعاطفي. السكن بكل معانيها التي امتن الله بها فكان ذلك آية: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} [الروم: 21]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً} [النساء: 1]. هذا السكن الذي لا يتحقق أبداً في العلاقات المحرمة الممزوجة دائماً بالخوف والقلق وسوء العاقبة فمشاعر الزناة والزواني متضاربة ساقطة ومشاعر الأزواج ساكنة منسجمة سامية "الزواج في ظل الإسلام، ص26".

السكن الذي يلم شعث النفس ويحقق لها الاستقرار ويحقق لها الستر الكامل كستر اللباس للجسد {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187] فحاجة النفس إلى الزواج كحاجتها إلى السكن واللباس الظاهر.

وبدون نظام الإسلام تتحقق الفوضى الجنسية التي تسبب القتل غالباً وتسبب التشرد الأسري والاجتماعي فتعم الفوضى في الحياة كلها.

وبهذا السكن يكمّل كل واحد من الزوجين الآخر ويكمل في شطر دينه فليتق الله في الشطر الآخر فالرجل لا يبلغ كماله الإنساني إلا في ظل الزواج وكذلك المرأة. فلا ريب أن الزواج فيه من سكينة النفس إلى شريك الحياة ما يعين على العفة والحصانة الخلقية وما يتفق مع الفطرة ويحصنها ويقيها من مزالق الشهوات والشبهات.

ثانياً: تحقيق المودة:
المودة التي تنمي في النفس مكارم الأخلاق، المودة التي تهيئ المحضن السليم لتربية الأجيال، المودة التي تصنع الأبطال. فمن الأسر المؤمنة والنساء الصالحات تخرج الأفذاذ في حضارة الإسلام الممتدة عبر الأزمان، وليس مثل الزواج والبناء في تحقيق هذه المودة بين الزوجين وبين العوائل وبين القبائل {وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21]كما أن المودة بين جميع أفراد المجتمع المسلم هدف كريم كما قال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد".
المودة التي ينبثق منها السلام في الحياة والسلام مطلب مهم بانبساطه وانتشاره يتحرك الإنسان ويسعى في ابتغاء فضل الله وبانعدامه تضعف العلاقات.

ثالثاً: تحقيق الرحمة:
الرحمة التي تتعطش لها النفس، الرحمة التي كتبها الله على نفسه سبحانه. الرحمة التي جمل بها الحياة كلها حياة الإنسان وحياة الحيوان الرحمة التي اشتق منها الرحم الذي يتواصل به البشر الرحمة التي لا غنى للفرد عنها من أمه الحنون في طفولته وصغره إلى الرحمة له في شيخوخته وكبره من كل من حوله من أبنائه وبناته وأحفاده. ومن فقد الرحمة فقد حرم شيئاً لا يعوض عنه غيره.

وتحقيق الرحمة بين المسلمين سبيل إلى رحمة الله الكبرى لهم يوم القيامة، كما قال صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمهم الرحمن". الرحمة التي تكون بين الزوجين وتتفرع بعد ذلك في أبنائهم وشئون حياتهم فمشاعر الزواج تورث الرحمة والحب وسمو النفس وحياة الضمير والقلب فهي مشاعر فياضة في العطاء والنماء.

ومشاعر الأبوة والأمومة تورث الرحمة التي تفيض من الفطرة وتسقى الحياة كلها بالدفء والحنان للأجيال. {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم: 30].

الرحمة التي تكسب الحياة بهجة وتمنحها انطلاقة وحيوية وسعادة.

رابعاً: تحقيق الحق:
الحق الذي لا معنى للحياة بدونه – حق الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك وحق رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبته وما جاء به وحق الوالدين ووصية الله فيهما. وحق الزوجة. وحق الزوج، وحق الأبناء، وحق ذوي القربى وحق الجار وحق المسكين وحق ابن السبيل وحق الصديق وحق الأخوة في الله لكل المؤمن وحق الضيف وحق كل ذي حق والتواصي على الحق والصبر عليه {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ َتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:1-3] وقد شمل النظام الاجتماعي في الإسلام جميع جوانب الحق وحث على جميع الوسائل الموصلة إليه في ما لا يتسع المقام لبسطه هنا. ومثال ذلك الحق بين الزوجين عليه تقوم العشرة بالمعروف بين الزوجين كما نصت عليه الآية الكريمة: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة: 228] وقوله جل وعلا: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19] فالحق والمعروف هو أساس العشرة في حياة المجتمع الحق ومجتمع التقوى وعلى التقوى يكون البناء الأقوى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} [التوبة: من الآية109] فالحق هو الحياة والباطل هو الهلاك.

خامساً: تحقيق التكافل الاجتماعي:
فمن خلال اللبنات الأسرية ومن خلال العلاقات القوية يتكون المجتمع وأقوى رابط يربط هذه اللبنات هو التكافل والتعاون على البر كله وعلى الخير كله وعلى تحقيق غاية الخلق وهي تقوى الله وطاعته. فالتكافل الاجتماعي هدف في النظام الاجتماعي والاقتصادي في الإسلام به تقوى العلاقات وتنمو الحياة، فهناك تكافل بين الفرد وأسرته وبين الأسرة والأسرة غيرها وبين الأسرة والجماعة وتكافل بين الجماعات وتكافل بين الشعوب والأمم. وكل ذلك في جهد تعبدي يرتقى بالفرد والجماعة. فالفرد حارس لمصلحته ومصلحة الجماعة، والجماعة حريصة على كل المصالح العامة والخاصة فهم في سفينة واحدة، بل هم كالجسد الواحد، وقد جاءت تفصيلات ذلك مرتبة وموضحة في هذا النظام ومن ذلك أن الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل، الصائم النهار" متفق عليه.

ومظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام كثيرة لا يتسع المجال هنا لتفصيلها ولكن من ذلك ركن الإسلام الثالث الزكاة ومصارفها الثمانية والنفقة الواجبة للوالدين والزوجة والأبناء وحق ذوي القربى ورعاية الجار وإكرام الضيف وقد جاءت النصوص النبوية الكريمة مؤكدة على ذلك.

ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: "أيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائعاً فقد برئت منهم ذمة الله تبارك وتعالى" وقوله صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.

والتكافل في النظام الاجتماعي والاقتصادي في الإسلام منه ما هو فرض وواجب ومنه ما هو مستحب وكل صورة تسر الناظر وتبهج الخاطر وينطلق المسلم في رحابه وهو يحب لأخيه ما يحب لنفسه والجميع يجد نفع هذا التكافل الغني والفقير، الصغير والكبير، الراعي والرعية وكل فرد مسؤول عن هذا التكافل وحريص عليه لما يرجوه من فضل الله الذي أعده للمحسنين.

ومنافع هذا التكافل تصل إلى الفقير والمسكين والمريض والأرملة واليتيم ومن في حكمهم وتصل أيضاً إلى الغني في حالات طارئة كسفر وغرم ونحوه كما أن أجر عمله وعطائه نعمة من الله عليه، وسلامة أمواله وسط مجتمع طاهر مترابط متحاب لا تكلف كما تكلف وسط مجتمع الجريمة والشحناء فما أروع الطهارة وما أجمل الأمن في مجتمع الإيمان والزكاة {تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103].

سادساً: التعارف:
وبعد تحقيق التكافل بين أعضاء المجتمع المسلم يهدف النظام الاجتماعي في الإسلام إلى التعارف بين الشعوب والقبائل ومد جسور التواصل النافع والتعاون على البر حتى مع من يخالف في الدين إذا رضي بذلك ولم يكد للإسلام والمسلمين.

{لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة:8] وذلك جزء من هدف التعارف الذي أراده الله سبحانه لبني البشر حيث قال جل وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] فليست هذه الشعوب والقبائل لتتفاخر وتتناكر وتتحارب وإنما لتتعارف وتتآلف. والكرامة لها عند الله بتقواها لا فضل لأبيض على أحمر ولا لعربي على عجمي ولا لغني على فقير وأول التقوى الإسلام لله وحده الذي ختم به رسالاته وهديه للبشر. {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:38-39] وأحد صور هذا التعارف تظهر في الحج ومنافعه العظيمة. قال أبو الأعلى المودودي: "لم يعرض نظام الإسلام الاجتماعي الذي يضع البشر جميعاً على قدم سواء من حيث إنسانيتهم وبالتالي فهو يرتضى التمييز بينهم على أساس أمور لا دخل لهم بها ولا اختيار كالجنس واللون والوطن واللغة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِير} [الحجرات: 13] ومن ثم يفتح المجتمع الإسلامي ذراعيه للبشر كافة ليكونوا أعضاء فيه بلا أدنى

تفريق في الحقوق والواجبات أي أنه مجتمع عالمي إنساني عقائدي (نظام الحياة في الإسلام ص12-13).

سابعاً: حفظ الضروريات الخمس:
يهدف النظام الاجتماعي في الإسلام إلى حفظ الضرورات التي تقوم عليها الحياة وهي خمس:
1 - الدين، وبه تستقيم علاقة الإنسان مع ربه وتتحقق به الغاية من وجوده.
2 - العقل، وهو مناط التكليف ومحل التميز والتكريم.  
3 - النفس، وبها استمرار الحياة للغاية العظيمة التي أرادها الله سبحانه.  
4 - العرض والنسل، وبه تكاثر البشر وعفة وطهارة الأصل.  
5 - المال، وبه قوام الحياة والعون على أداء الواجبات والطاعات.

والنظام الاجتماعي إلى جانب النظام الاقتصادي والسياسي في الإسلام قد اعتبر المحافظة على هذه الضرورات وصيانتها وتحريم كل ما يؤثر عليها مقصد من مقاصد التشريع وهدفاً من أهدافه.

وفي الزواج وبناء الأسرة على المنهج الإسلامي الكريم وعلى الميثاق الغليظ حفظ وتحقيق للمصالح الكبرى في الدين والعقل والنفس والنسل والعرض والمال وذلك ما أثبته الصادق المصدوق في قوله: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج" وفي ذلك حفظ للدين من مزالق الشهوات وحفظ للنفس والعقل من الشبهات فما هناك فتن أشد من فتن النساء وفي الزواج وقاية وعلاج.

فقد نظم العلاقة بين الرجل والمرأة ولم يمنعها ولم يطلقها فيترتب على إطلاقها مفاسد وفوضى في نواحي الحياة وهو خير عاصم للشباب في كل وقت وفي وقتنا المعاصر من المآسي التي تعاني منها المجتمعات الفاجرة. وهو خير دافع إلى حياة الاستقرار والبناء.

ومن مقاصد الزواج وغاياته النسل والذرية الصالحة {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان: 74].

وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على ذلك في أحاديث كثيرة منها: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" وقد امتن الله علينا بذلك في قوله سبحانه وبحمده: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} [النحل:72] فكل ميل عن طريق الزواج هو ميل وعدوان على النفس وعلى البشرية وعلى نعمة الله العظيمة وجنايه عظمية يعاني منها المجتمع الغربي المعاصر أشد المعاناة من اللقطاء ومن الاجهاض ومن القتل وغير ذلك من الجرائم والجنايات المتلاحقة والأمراض الجنسية المهلكة.

والنظام الاجتماعي في قيمه الاجتماعية وترابطه بين الأسر والمجتمعات يحافظ على هذه الضرورات ولا يحمل الأسرة وحدها ويترك الأمر بعدها فرطاً أو جهد متضارباً متناقضاً؛ بل شرع من الآداب الاجتماعية ما يعين الأسرة على عفتها وكرامتها وما يقويها على رسالتها، ومن ذلك الأمر بالمعروف وإشاعته والنهي عن المنكر وأبوابه. ومن ذلك تحريم المحرمات كلها التي تهدم الدين وتهلك النفس وتتلف العقل وتهدر الشرف وتهلك النسل وتبذر المال فهو نظام أخلاقي متكامل جاء بالخير الذي يحفظ المصالح ويمنع المفاسد تتلاحم فيه قوة التشريع مع قوة التنفيذ، وسعادة الدنيا مع سعادة الآخرة وتضافر فيه جهود كل أفراده الذين يعيشون في سفينته حتى لا تنخرم السفينة فيكون الهلاك.

والإنسان لا يعيش لوحده بل حياته مع مجتمعه وبمجتمعه، وهذا المجتمع لا يملك الحياة كلها بل هو حلقة مترابطة في حركة الأجيال، فعليه أن يسلم الأمور سليمة لمن بعده ولا يظهر الفساد في الأرض {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد:22]. والحفاظ على الضروريات الخمس وغيرها لا يأتي من باب الروادع والزواجر والنواهي فقط؛ بل يأتي من باب الإحسان الذي يتسابق فيه المؤمنون فإن الله قد كتب الإحسان على كل شيء والله يحب المحسنين.

والإحسان والمعروف أساس في العشرة الزوجية وفي بناء اللبنة الأساسية في المجتمع ولا يخرج المعروف إلا معروفاً ولا ينبت الطيب إلا طيباً فالبشرية كلها بحاجة إلى الأسرة المسلمة والمجتمع المسلم والأمة المسلمة {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143]، {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110].




رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Web/sowayegh/0/19190/#ixzz2PTJ3idKu

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق